يقول الحق سبحانه و تعالى :
" يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، و جعلته بينكم محرما ،فلا تظالموا"
في تفسير و شرح هذا الحديث قال الشيخ الشعراوي رحمه الله:
أصل الظلم هو محبة الانتفاع بجهد الغير ، فعندما تظلم واحدا فهذا يعني انك تأخذ حقه
،و حقه ما جاء به بجهده و عرقه ،وتأخذه انت بدون جهد و لا عرق ، و يتبع هذا ان كون
الظالم قويا .
لكن ماذا عن الذي يظلم إنسانا لحساب انسان آخر؟
إنه لم ينتفع بظلمه و لكن غيره هو الذي انتفع و هذا شر من الاول لأنه ظلم إنسان
لنفع عبد آخر و لم يأخذ هو شيئا لنفسه .
إذن : فالظلم إما ان يكون الانتفاع بثمرة جهد غيرك من غير كدٍ و اما ان تنفع شخصا
بجهد غيره.
إن الله يريد ان تكون حركة حياتنا نظيفة شريفة ، حركة كريمة ، فلا يدخل بطنك الا ما
عرقت من اجله ، و يأخذ كل انسان حقه.
و هذا امر دائر بين الحق و الباطل.
و الباطل زائل ، و هو لا يدوم ، فهو ذاهب.
اما الحق فهو الثابت الذي لا يتغير .
لذلك يقول الحق سبحانه "و لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها الى الحكام لتأكلوا
فريقا من اموال الناس بالإثم و انتم تعلمون "(188)(سورة البقرة)
فلا تأكل بالباطل اي لا تأكل مما يملكه غيرك الا بحق اثبته الله بحكم
فلا تسرق و لا تغتصب و لا تخطف و لا ترتشِ و لا تكن خائنا في الامانة التي انت موكل
بها فكل ذلك ان حدث تكون قد اكلت المال بالباطل.
و حين تأكل بالباطل فلن تستطيع انت شخصيا ان تعفي غيرك مما ابحته لنفسك
و سيأكل غيرك بالباطل ايضا.
و مادمت تأكل بالباطل و غيرك يأكل بالباطل هنا يصير الناس جميعا نهباً للناس جميعا ،
و لكن حين يحكم الانسان بقضية الحق فانت لا تأخذ الا بالحق و يجب على الغير الاَ
يعطيك الا بالحق.
و بذلك تخضع حركة الحياة كلها لقانون ينظم الحق الثابت الذي لا يتغير.
لماذا؟
لان الباطل قد يكون له علو لكن ليس له استقرار
و يضرب لنا الحق سبحانه مثل الحق و الباطل ، فيقول :
"أنزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا و مما يوقدون عليه
في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب
جفاء و اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال "(17)(الرعد)
إنه سبحانه يعطينا من الامور المحسوسة ما نستطيع ان نميز من خلاله الامور
المعنوي .
فالحق سبحانه ينزل من السماء ماء فيسيل في الاودية و الوادي هو المكان المنحصر
بين جبلين فإذا نزلت الامطار على الاعالي فإنها تنحدر الى الاسفل و تسيل في الاودية.
و كل واد من الوديان يأخذ على قدر سعته و باقي المياه يبحث له عن مسلك آخر و لو
الى باطن الارض
و يأخذ السيل في طريقه اشياء كثيرة مثل جذور النباتات و بقايا ما يحمله الهواء و الحق
سبحانه يجعل هذه الاشياء تطفو على السطح لأنها غُثاء.
و ساعة يطفو الغثُاء فإياك ان تفهم ان ذلك علو إنه علو الى انتهاء كذلك فورة الباطل.
إياك ان تظن ان الزبد له فائدة و ان ارتفاع الريم كان علوا على ما في القدر
لا ،انه تطهير.
و على هذا فالحركة الحلال لا يكفي فيها ان تتحرك فقط و لكن يجب ان تنظر الى شرف
الحركة بألا تكون في الباطل لأن الذي يسرق إنما يتحرك في سرقته و لكن حركته في
غير شرف و هي حركة حرام.
إذن : كل مسروق في الوجود نتيجة حركة باطلة و كذلك الغصب و التدليس و الغش و
عدم الامانة في العمل و الخيانة في الوديعة و إنكار الامانة.
كل ذلك باطل و كل حركة في غير ما شرع الله باطل حتى المعونة على حركة في غير
ما شرع الله ، كل ذلك باطل .
يتبع بإذن الله
" يا عبادي ، إني حرمت الظلم على نفسي ، و جعلته بينكم محرما ،فلا تظالموا"
في تفسير و شرح هذا الحديث قال الشيخ الشعراوي رحمه الله:
أصل الظلم هو محبة الانتفاع بجهد الغير ، فعندما تظلم واحدا فهذا يعني انك تأخذ حقه
،و حقه ما جاء به بجهده و عرقه ،وتأخذه انت بدون جهد و لا عرق ، و يتبع هذا ان كون
الظالم قويا .
لكن ماذا عن الذي يظلم إنسانا لحساب انسان آخر؟
إنه لم ينتفع بظلمه و لكن غيره هو الذي انتفع و هذا شر من الاول لأنه ظلم إنسان
لنفع عبد آخر و لم يأخذ هو شيئا لنفسه .
إذن : فالظلم إما ان يكون الانتفاع بثمرة جهد غيرك من غير كدٍ و اما ان تنفع شخصا
بجهد غيره.
إن الله يريد ان تكون حركة حياتنا نظيفة شريفة ، حركة كريمة ، فلا يدخل بطنك الا ما
عرقت من اجله ، و يأخذ كل انسان حقه.
و هذا امر دائر بين الحق و الباطل.
و الباطل زائل ، و هو لا يدوم ، فهو ذاهب.
اما الحق فهو الثابت الذي لا يتغير .
لذلك يقول الحق سبحانه "و لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها الى الحكام لتأكلوا
فريقا من اموال الناس بالإثم و انتم تعلمون "(188)(سورة البقرة)
فلا تأكل بالباطل اي لا تأكل مما يملكه غيرك الا بحق اثبته الله بحكم
فلا تسرق و لا تغتصب و لا تخطف و لا ترتشِ و لا تكن خائنا في الامانة التي انت موكل
بها فكل ذلك ان حدث تكون قد اكلت المال بالباطل.
و حين تأكل بالباطل فلن تستطيع انت شخصيا ان تعفي غيرك مما ابحته لنفسك
و سيأكل غيرك بالباطل ايضا.
و مادمت تأكل بالباطل و غيرك يأكل بالباطل هنا يصير الناس جميعا نهباً للناس جميعا ،
و لكن حين يحكم الانسان بقضية الحق فانت لا تأخذ الا بالحق و يجب على الغير الاَ
يعطيك الا بالحق.
و بذلك تخضع حركة الحياة كلها لقانون ينظم الحق الثابت الذي لا يتغير.
لماذا؟
لان الباطل قد يكون له علو لكن ليس له استقرار
و يضرب لنا الحق سبحانه مثل الحق و الباطل ، فيقول :
"أنزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا و مما يوقدون عليه
في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق و الباطل فأما الزبد فيذهب
جفاء و اما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال "(17)(الرعد)
إنه سبحانه يعطينا من الامور المحسوسة ما نستطيع ان نميز من خلاله الامور
المعنوي .
فالحق سبحانه ينزل من السماء ماء فيسيل في الاودية و الوادي هو المكان المنحصر
بين جبلين فإذا نزلت الامطار على الاعالي فإنها تنحدر الى الاسفل و تسيل في الاودية.
و كل واد من الوديان يأخذ على قدر سعته و باقي المياه يبحث له عن مسلك آخر و لو
الى باطن الارض
و يأخذ السيل في طريقه اشياء كثيرة مثل جذور النباتات و بقايا ما يحمله الهواء و الحق
سبحانه يجعل هذه الاشياء تطفو على السطح لأنها غُثاء.
و ساعة يطفو الغثُاء فإياك ان تفهم ان ذلك علو إنه علو الى انتهاء كذلك فورة الباطل.
إياك ان تظن ان الزبد له فائدة و ان ارتفاع الريم كان علوا على ما في القدر
لا ،انه تطهير.
و على هذا فالحركة الحلال لا يكفي فيها ان تتحرك فقط و لكن يجب ان تنظر الى شرف
الحركة بألا تكون في الباطل لأن الذي يسرق إنما يتحرك في سرقته و لكن حركته في
غير شرف و هي حركة حرام.
إذن : كل مسروق في الوجود نتيجة حركة باطلة و كذلك الغصب و التدليس و الغش و
عدم الامانة في العمل و الخيانة في الوديعة و إنكار الامانة.
كل ذلك باطل و كل حركة في غير ما شرع الله باطل حتى المعونة على حركة في غير
ما شرع الله ، كل ذلك باطل .
يتبع بإذن الله