نزلت مقدمة المصيف حميدة ***و يد الشتاء جديدة لا تنكر
لولا الذي غرس الشتاء بكفه*** لاقى المصيف هشائما لا تثمر
ما كانت الأيام تسلب بهجة ***لو أن حسن الروض كان يعمر
أو لا ترى الأشياء إذ هي غيرت سمجت*** و حسن الأرض حين تغير
يا صاحبي تقصيل نظريكما ***تريا وجوه الارض كيف تصور
تريا نهارا مشمسا قد شابه*** زهر الربا فكأنما هو مقمر
دنيا معاش للورى حتى إذا*** جلي الربيع فإنما هي منظر
أضحت تصوغ بطونها لظهورها*** نورا تكاد له القلوب تنور
من كل زاهرة ترقرق بالندى ***وكأنها عين إليك تحدر
حتى غدت وهداتها و نجادها ***فئتين في خلع الربيع تبختر
الشاعر هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائي من قبيلة طئ العربية مولده و منشؤه "منبج" بقرية منها يقال لها "جاسم" على مقربة من دمشق و ظل ينتقل هنا و هناك حتى لمع اسمه في الشعر و صار من زعمائه البارزين توفي سنة 231 من الهجرة