بعنوان :67 نكسة لمصر أم لإسرائيل ؟
أشاروا إليها بالنكسة .. واعتبرها البعض هزيمة منكرة انكشف فيها قناع القوة الزائف الذي غطى به رجال الثورة وجههم .. أسئلة عديدة تبحث ان إجابه .. أهمها كيف لمن حارب عام 48 و 56 أن يهزم بكل سهولة ؟ وكيف لمن تحدى إسرائيل أن ينسحب بهذا الشكل المهين الذي صوره الروائي و صورته السينما المصرية ؟
كان كل ما أعرفه حتى وقت قريب عن النكسة أن إسرائيل وجهت ضربة جوية لمطاراتنا بغرض القضاء على سلاح الجو المصري ، مما أضطر القيادة بإصدار أوامر مباشرة "بالإنسحاب " و هنا يأتي الخطأ الشائع .. وانسحب الجنود بتخبط وظل اليهود يلاحقونهم مما كان ينافي الواقع ، و بعد البحث و القراءة عن تلك الفترة وجدت بعض الأدلة على أنها على أنها لم تكن نكسة لمصر ، و فيما يلي بعضها :
أولاً : الأدلة المنطقية :
إذا سألت نفسك بعض الأسئلة عن السبب الذي جعل إسرائيل لم تبيد الجيش المصري – إذا كانت الأمور كما تم تصويرها – و ما الذي جعل إسرائيل تمتنع عن العبور إلى الضفة الغربية من القناة وتصل إلى القاهرة بناء على تهديدهم ، إذا علمت أن الهدف من كل ذلك هو إسقاط حكومة الثورة أو على الأقل رمزها الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " فما الذي جعلها تمتنع عن الإقدام على مثل هذا العمل .
و أخيراً عندما نعلم أن خريطة إسرائيل الكبري ، التي وضعها زعماء الحركة الصهيونية ، تبدأ من النيل وتنتهي إلى الفرات ، فما الذي جعل إسرائيل تتوقف عن تنفيذ هذه الخريطة ؟ مع العلم بأنهم يبذلون كل شيء لتنفيذ هذه المخططات على مر السنين ، إليكم الإجابة و التي سيتم تدعيمها بدلائل من مذكرات قادة عسكريين إسرائيليين .
بكل بساطة الإجابة هي أن الجيش المصري كان في وضع لا يحسد عليه و مع ذلك حارب ، و لم يكن ضرب المطارات سوى معركة ضحى بها القادة من أجل الحفاظ على بقية الجيش ، فقد كان على القادة الإختيار بين إختيارات صعبة أحدهما التضحية بالطائرات و الآخر التضحية بالجيش كله .
و بالطبع كان الخيار الأول هو الأرجح لدي القادة و صاحبه أمر التراجع تفادياً لحصار الجيش في سيناء – حيث أنه كان الجيش المصري متواجد في سيناء و أنه في حالة إستيلاء الإسرائيليين على قناة السويس كان من شأنه هلاك الجيش المصري – و لكن من غير المعقول تراجع الجيش المصري بدون خطة فقد كانت هناك خطة موضوعة للتراجع و الخروج من سيناء ، و الدليل المنطقي على ذلك هو نجاح التراجع إلى الضفة الغربية من قناة السويس و عدم فناء معظم الجيش بحسب عرف انسحاب الجيوش من المعارك ، و الذي منع الجيش الإسرائيلي من التقدم حتى القاهرةهو أن الجيش المصري في خلال اسبوع واحد – و هي المدة التي انتظرها الجيش الإسرائيلي لتكامل جموعه على الضفة الشرقية و الإحتفال بالنصر – كان الجيش المصري قد نصب دفاعاته و بدأت المدفعية في الرد القاسي الذي أوجع الجيش الإسرائيلي .
" أظهرت سرعة إعادة التنظيم هذه وجود خطط للانسحاب وخطط للأوضاع الدفاعية من على الضفة الغربية " .
ثانياً : و هي الأدلة المادية :
و نأتي بها من مذكرات الأعداء الذين أوجعوا من صمود الجيش المصري – رغم هزيمته في أهم معارك الحرب – فقد كان الإسرائيليين يعتبرون التفوق الجوي يحقق السيادة في المعركة .
أول هذه الأدلة هي رسالة من مذكرات آرييل شارون عندما كان قائداً للمنطقة الجنوبية في حرب 67 و نصها كالتالي :
" استلمت رسالة من ناتكي الذي كان قد اخترق مؤخرة الجهاز الدفاعي المصري المتجه شرقاً ، و كان يشكو من قذائف مدفعية تنهال عليه من الأمام دون أن يستطيع تحديد مصدرها لذلك أمرت زيبوري الذي كان يهاجم بلوائه على طول الطريق في اتجاه الغرب بإسكات مدافعه ، ثم سألت ناتكي إذا كان القصف لا يزال مستمراً عليه ، فأجاب بـ : نعم " .
و تؤكد هذه الرسالة أن المصريين كانوا يهاجمون الجيش الإسرائيلي حتى أثناء انسحابهم.
و كتب أيضاً :
" و فيما كنا منشغلين بالمناورة لمغادرة الوادي بعد محاولة فاشلة لإجتيازه تعرضنا لنيران كثيفة من الصواريخ المصرية التي أحدثت بلبلة كثيرة في صفوفنا " .
و حكى أيضاً آرييل شارون : عن يوم الجمعة التاسع من يونيو حيث كان على متن طائرة نحو بير تمادة في الغرب حين أخبره الطيار أن عطلاً ما قد طرأ على المحرك و لابد أن يهبطوا ، كتب قائلاً :
" حتى ذلك الوقت كنا نطير فوق الطريق لنبتعد عن مرمى المصريين المنسحبين المنطلقين بين الكثبان و النتوءات ، و لكن بما أننا كنا نطير على ارتفاع منخفض أطلق علينا النار بعض الجنود المصريين " .
كانت هذه اعترافات مسجلة لأحد قادة الجيش الإسرائيلي مثبتة في مذكراته أكد فيها على المأساة التي عاشها الجنود الإسرائيليين على الجبهة ، هذه المأساة التي تجعل من العار علينا أن نعتبر أنها نكسة علينا بالرغم من كل ما حدث فقد أوجعنا الكيان الصهيوني ساعتها و اعتبرها قادتهم نكسة عليهم ، و أنا لا أختلف معهم في الرأي و أرى أنه يمكننا الفخر بصمودنا ساعتها ، و لكل شخص حق تحديد وجهة نظره بناء على الدلائل .
و أهم شيء يجب أن أشير إليه أن هذه كانت شهادات من مذكرات لشارون فقط و أن من ينظر في مذكرات موشيه دايان و جولدا مائير و غيرهم عن تلك الفترة يجد المزيد مما يؤكد له أن ما حدث عام 67 كان على الأقل حرب و ليس نكسة .
الرابط :
http://www.alwakei.com//news/0/0/0/1630/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-..-67-%D9%86%D9%83%D8%B3%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%9F.html%22[b]
أشاروا إليها بالنكسة .. واعتبرها البعض هزيمة منكرة انكشف فيها قناع القوة الزائف الذي غطى به رجال الثورة وجههم .. أسئلة عديدة تبحث ان إجابه .. أهمها كيف لمن حارب عام 48 و 56 أن يهزم بكل سهولة ؟ وكيف لمن تحدى إسرائيل أن ينسحب بهذا الشكل المهين الذي صوره الروائي و صورته السينما المصرية ؟
كان كل ما أعرفه حتى وقت قريب عن النكسة أن إسرائيل وجهت ضربة جوية لمطاراتنا بغرض القضاء على سلاح الجو المصري ، مما أضطر القيادة بإصدار أوامر مباشرة "بالإنسحاب " و هنا يأتي الخطأ الشائع .. وانسحب الجنود بتخبط وظل اليهود يلاحقونهم مما كان ينافي الواقع ، و بعد البحث و القراءة عن تلك الفترة وجدت بعض الأدلة على أنها على أنها لم تكن نكسة لمصر ، و فيما يلي بعضها :
أولاً : الأدلة المنطقية :
إذا سألت نفسك بعض الأسئلة عن السبب الذي جعل إسرائيل لم تبيد الجيش المصري – إذا كانت الأمور كما تم تصويرها – و ما الذي جعل إسرائيل تمتنع عن العبور إلى الضفة الغربية من القناة وتصل إلى القاهرة بناء على تهديدهم ، إذا علمت أن الهدف من كل ذلك هو إسقاط حكومة الثورة أو على الأقل رمزها الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " فما الذي جعلها تمتنع عن الإقدام على مثل هذا العمل .
و أخيراً عندما نعلم أن خريطة إسرائيل الكبري ، التي وضعها زعماء الحركة الصهيونية ، تبدأ من النيل وتنتهي إلى الفرات ، فما الذي جعل إسرائيل تتوقف عن تنفيذ هذه الخريطة ؟ مع العلم بأنهم يبذلون كل شيء لتنفيذ هذه المخططات على مر السنين ، إليكم الإجابة و التي سيتم تدعيمها بدلائل من مذكرات قادة عسكريين إسرائيليين .
بكل بساطة الإجابة هي أن الجيش المصري كان في وضع لا يحسد عليه و مع ذلك حارب ، و لم يكن ضرب المطارات سوى معركة ضحى بها القادة من أجل الحفاظ على بقية الجيش ، فقد كان على القادة الإختيار بين إختيارات صعبة أحدهما التضحية بالطائرات و الآخر التضحية بالجيش كله .
و بالطبع كان الخيار الأول هو الأرجح لدي القادة و صاحبه أمر التراجع تفادياً لحصار الجيش في سيناء – حيث أنه كان الجيش المصري متواجد في سيناء و أنه في حالة إستيلاء الإسرائيليين على قناة السويس كان من شأنه هلاك الجيش المصري – و لكن من غير المعقول تراجع الجيش المصري بدون خطة فقد كانت هناك خطة موضوعة للتراجع و الخروج من سيناء ، و الدليل المنطقي على ذلك هو نجاح التراجع إلى الضفة الغربية من قناة السويس و عدم فناء معظم الجيش بحسب عرف انسحاب الجيوش من المعارك ، و الذي منع الجيش الإسرائيلي من التقدم حتى القاهرةهو أن الجيش المصري في خلال اسبوع واحد – و هي المدة التي انتظرها الجيش الإسرائيلي لتكامل جموعه على الضفة الشرقية و الإحتفال بالنصر – كان الجيش المصري قد نصب دفاعاته و بدأت المدفعية في الرد القاسي الذي أوجع الجيش الإسرائيلي .
" أظهرت سرعة إعادة التنظيم هذه وجود خطط للانسحاب وخطط للأوضاع الدفاعية من على الضفة الغربية " .
ثانياً : و هي الأدلة المادية :
و نأتي بها من مذكرات الأعداء الذين أوجعوا من صمود الجيش المصري – رغم هزيمته في أهم معارك الحرب – فقد كان الإسرائيليين يعتبرون التفوق الجوي يحقق السيادة في المعركة .
أول هذه الأدلة هي رسالة من مذكرات آرييل شارون عندما كان قائداً للمنطقة الجنوبية في حرب 67 و نصها كالتالي :
" استلمت رسالة من ناتكي الذي كان قد اخترق مؤخرة الجهاز الدفاعي المصري المتجه شرقاً ، و كان يشكو من قذائف مدفعية تنهال عليه من الأمام دون أن يستطيع تحديد مصدرها لذلك أمرت زيبوري الذي كان يهاجم بلوائه على طول الطريق في اتجاه الغرب بإسكات مدافعه ، ثم سألت ناتكي إذا كان القصف لا يزال مستمراً عليه ، فأجاب بـ : نعم " .
و تؤكد هذه الرسالة أن المصريين كانوا يهاجمون الجيش الإسرائيلي حتى أثناء انسحابهم.
و كتب أيضاً :
" و فيما كنا منشغلين بالمناورة لمغادرة الوادي بعد محاولة فاشلة لإجتيازه تعرضنا لنيران كثيفة من الصواريخ المصرية التي أحدثت بلبلة كثيرة في صفوفنا " .
و حكى أيضاً آرييل شارون : عن يوم الجمعة التاسع من يونيو حيث كان على متن طائرة نحو بير تمادة في الغرب حين أخبره الطيار أن عطلاً ما قد طرأ على المحرك و لابد أن يهبطوا ، كتب قائلاً :
" حتى ذلك الوقت كنا نطير فوق الطريق لنبتعد عن مرمى المصريين المنسحبين المنطلقين بين الكثبان و النتوءات ، و لكن بما أننا كنا نطير على ارتفاع منخفض أطلق علينا النار بعض الجنود المصريين " .
كانت هذه اعترافات مسجلة لأحد قادة الجيش الإسرائيلي مثبتة في مذكراته أكد فيها على المأساة التي عاشها الجنود الإسرائيليين على الجبهة ، هذه المأساة التي تجعل من العار علينا أن نعتبر أنها نكسة علينا بالرغم من كل ما حدث فقد أوجعنا الكيان الصهيوني ساعتها و اعتبرها قادتهم نكسة عليهم ، و أنا لا أختلف معهم في الرأي و أرى أنه يمكننا الفخر بصمودنا ساعتها ، و لكل شخص حق تحديد وجهة نظره بناء على الدلائل .
و أهم شيء يجب أن أشير إليه أن هذه كانت شهادات من مذكرات لشارون فقط و أن من ينظر في مذكرات موشيه دايان و جولدا مائير و غيرهم عن تلك الفترة يجد المزيد مما يؤكد له أن ما حدث عام 67 كان على الأقل حرب و ليس نكسة .
الرابط :
http://www.alwakei.com//news/0/0/0/1630/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-..-67-%D9%86%D9%83%D8%B3%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%9F.html%22[b]
